الكاميرون 2010 .. الملهم الفرنسي يسعى لكتابة تاريخ جديد

كتبها : HaMaDa في الاثنين، 31 مايو 2010 | 0 التعليقات

تحتاج الكاميرون في كأس العالم 2010 لكتابة إنجاز جديد، قبل تحول شهرة "فريق الأسود" التي ولدت في 1990 إلى مجرد ذكرى، بعدما أوشكت دورة حياة الجيل الحالي أن تنتهي.

فمنذ الفريق الذي بهر العالم ووصل لدور الثمانية في مونديال إيطاليا بقيادة روجيه ميلا، أخفقت أجيال الكاميرون المتتابعة في سطر إنجاز يذكر لفريق الأسود بكؤوس العالم.

ومع سطوع نجم صامويل إيتو، ارتفعت آمال الكاميرون في تحقيق الجيل الحالي للإنجاز المنشود، إلا أن فريق الأسود ودع كأس العالم 2002 من الدور الأول، ولم يتأهل أصلا لمونديال 2006.

وبات منتخب الكاميرون يحتاج لإنجاز في كأس العالم 2010، وإلا انتهت دورة حياة جيل إيتو دون إضافة لتاريخ البلاد كرويا، وأصبح الفريق مطالبا بالانتظار لأعوام طويلة حتى تخرج موهبة جديدة تستطيع إحياء اسطورة ميلا.

وحين تعرض منتخب الأسود للهزيمة في مباراة افتتاح التصفيات على يد توجو، ثم تعادل في ملعبه مع المغرب، عرف الاتحاد الكاميروني لكرة القدم أن المدير الفني الألماني أوتو بفيستر ليس الرجل المنشود للمهمة.

الملهم الفرنسي

لجأت الكاميرون للمدرب الفرنسي بول لوجوين الذي سريعا أثبت أنه "الملهم" القادر على تحقيق الأحلام، وقاد الفريق لتصدر المجموعة بالتصفيات بالانتصار في المباريات الأربع المتبقية.

ولا تتوقف طموحات مدرب ليون السابق عند التأهل مع الكاميرون لنهائيات كأس العالم فقط ولكن ربما لكتابة تاريخ جديد مع الفريق الأكثر خبرة من بين المشاركين الأفارقة.

فصرح لوجوين "طورنا مستوانا بشكل كبير ونملك لاعبين من طراز رفيع ولدينا روح عالية لتقديم الأفضل".

وتعد فرص فريق الأسود مواتية لعبور إنجازهم السابق بالتأهل لدور الثمانية في مونديال 1990 لا سيما وأن البطولة تستضيفها إفريقيا في تلك المرة.


الملهم الفرنسيوهو ما دلل عليه لوجوين بكلماته "لكأس العالم تلك المرة مذاق خاص، فالبطولة تقام في إفريقيا، ومن يدري ربما تلعب الأرض في صالحنا".

ونفذ لوجوين بعض القرارات الحاسمة مع الكاميرون كان في مقدمتها منح شارة القيادة لصامويل إيتو نجم الفريق وهدافه، بدلا من ريجوبير سونج المدافع المخضرم.

ويتوجب على منتخب الأسود استغلال وضعه في المجموعة الخامسة في المونديال إلى جوار هولندا والدنمارك واليابان حتى يستعيد توهج 1990.

فعلى الورق، المنتخب الكاميروني الأقرب لمجاورة الطواحين الهولندية في قمة الترشيحات للتأهل عن المجموعة.

وهو ما دعمه لوجوين بتصريحات هادئة ولكنها غير مطمئنة "المنتخب الهولندي الأفضل في المجموعة لا مجال للشك، ولكن فرصنا في التأهل واردة".

وتابع "كان من الممكن أن تضعنا القرعة في مجموعة أسهل من تلك أو أصعب، وعلينا الآن دراسة الدنمارك واليابان وجمع معلومات أكبر عن الفريقين".

قائمة الفريق .. مع إيتو كل شيء مختلف

"في حضور صامويل إيتو" كل شيء يختلف"، وذلك بحسب لوجوين الذي يعتمد على نجم إنتر ميلان الحالي وبرشلونة السابق في قيادة الكاميرون بمحفل جنوب إفريقيا.

فقائمة المنتخب الكاميروني تضم العديد من النجوم القادرة على قيادة الفريق لتحقيق الإنجاز المطلوب، لكن يظل الخطير إيتو أبرز من يهتم به الإعلام ويمنحه مديره الفني ثقة عمياء.

وصرح مهاجم إنتر ميلان الإيطالي وأفضل لاعب في إفريقيا ثلاث مرات "نملك منتخبا خطيرا يمزج بين الخبرة والشباب وحفظنا كيف نلعب سويا".


الأسودويرافق إيتو العديد من النجوم التي نضجت في الوقت المناسب قبل خوض البطولة يتقدمهم الكسندر سونج نجم الوسط وأكيلي إيمانا وجون ماكون وبيير ويبو.

لكن قائمة الكاميرون تعاني من تقدم بعض اللاعبين الأساسيين في العمر وافتقادهم للمقومات البدنية المطلوبة للنجاح في البطولات، يتقدمهم جيرمي نيتاب وريجوبير سونج.

ويرفض لوجوين الاستغناء عن خبرات جيرمي وسونج، كونها أحيانا "أهم من لياقة شباب لا يملكون الخبرة اللازمة لخوض بطولة بحجم المونديال".

لوجوين .. الاسلوب البسيط أفضل

حين تسلم لوجوين مهمة تدريب الكاميرون كانت أول تصريحاته التي تتعلق بطرق اللعب المفضله لديه "كلما كان الاسلوب أبسط، خرجنا بنتائج أفضل".

لذا لجأ لوجوين إلى اللعب بجناحين صريحين في وسط الملعب، بخلاف ما كان يعتمده أوتو بفيستر الذي فضل في فترته الاعتماد أكثر على خدمات ظهيري الجنب في الهجوم.

وأحيانا يخير لوجوين اللعب باسلوب 4-3-3 أو يزيد عدد لاعبي الوسط على حساب مهاجم، لكنه دائما يبحث عن "منح لاعبيه أكبر قدر من الحرية في الحركة"، على حد تعبيره.

ويعتمد لوجوين على إيتو كمهاجم وخلفه إيمانا وماكون على أن يتولى ستيفان مبيا وسونج مهمة خط الوسط.

ويضع في الخطوط الخلفية عناصر الخبرة الدفاعية أمثال "سونج الكبير" وجيرمي نيتاب مع حارس المرمى كارلوس كاميني.

كان الغياب الكاميروني عن كأس العالم الأخيرة 2006 صاحب صدمة كبيرة في الكاميرون تمكن لوجوين من قيادة فريقه لكسرها في تصفيات 2010، ويسعى الآن لفعل ما هو أكثر باستعادة روح روجيه ميلا في 1990.